التمزق الغضروفي للركبه
إصابة التمزق الغضروفي للركبة من الإصابات الخطرة والشائعة في عالم الرياضيين، وهي أيضًا من أبرز الإصابات في عالم جراحة العظام؛ حيث تحصل على اهتمام واسع من الأطباء والأكاديميين حول العالم. وتتم الإصابة بتمزق الغضروف المفصلي للركبة غالبًا بسبب الإصابة بتمزق الرباط الصليبي الأمامي حيث يرتبطان ببعضهما البعض.

يحدث التمزق المفصلي (الغضروفي) للركبة نتيجة دوران/التواء الركبة عند وضع القدم نفسها على الأرض. يوضّح الأطباء الخبراء أن الغضروف المفصلي يتكون من قطعة من الغضاريف بالركبة والتي تقوم بدور الوسادة بين عظام الساق والفخذ ووظيفتها هي تثبيت الركبة في مكانها.

تشخيص التمزق الغضروفي للركبة:
للتأكد من أن المريض مُصاب بهذا النوع من التمزق يلجأ الطبيب المُعالِج لبعض الإجراءات التي تساعده على التأكد من ذلك مثل: اختبار ماكموراي، واختبار وابلاي. ويلجأ الطبيب لإجراء الأشعة السينية للمريض فقط للتأكد من أن التلف والإصابة لم تصل إلى بقية غضاريف أو عظام الركبة.

يتم التعامل فوريًا مع إصابات التمزق الغضروفي بكمادات مياه باردة وثلج، مع الضغط على منطقة الإصابة -يجب أن يقوم بها متخصص- للتخفيف من حدة الألم والتورم والالتهاب الذي يُصيب المنطقة.

أعراض التمزق الغضروفي للركبة:
قد يشعر المريض بطقطقة أو هزّة أو حتى إمساك، هزات ونقرات في ركبته.
قد يُصاب المريض بضمور في العضلات المُحيطة بالركبة مثل العضلة الإنسية المُتسعة.
تورم وانصباب الركبة المُصابة، والجدير بالذكر أن عدم حدوث هذا العَرَض لا يُقلل من احتمالية الإصابة بالتمزق الغضروفي المفصلي.
الإصابة بانغلاق الركبة، وهذا الانغلاق غالبًا ما سيحدث إذا كانت الإصابة من نوع التمزق الطولي.
يُجري الطبيب اختبارات أخرى للتأكد من إصابة المريض بالتمزق مثل اختبار إيج واختبار ثيسياليا.

علاج التمزق الغضروفي المفصلي للركبة:
الكثير من بروتوكلات العلاج والطرق الجراحية أيضًا تكون مطروحة أمام الطبيب. ليختر فيما بينهم على أساس مدى خطورة الحالة والوضع الصحي العام للمُصاب.

يلجأ الطبيب للعلاج غير الجراحي في حالة أن التمزق الغضروفي المفصلي غير مكتمل، أو أن مُحيط هذا التمزق صغير بمقدار 5 سم. مع تأكيد عدم الإصابة بتمزق الرباط الصليبي الأمامي.
كذلك في حالة أن التمزق الغضروفي كان وحيدًا وغير مصاحبًا لتورم متقطع، انغلاق وانفساخ والتصاق في الركبة أيضًا.
إذا واجه المريض منعًا من الطبيب لإعادة بناء الرباط، وتوجيه بتأجيل العملية فإن الحل الأفضل حينها يكون الغير جراحي لأن الحل الجراحي من شأنه زيادة حدة الإصابة والألم.

طرق العلاج الغير جراحية للتمزق الغضروفي للركبة:
مُثبّت الركبة وهو عبارة عن جسم اسطواني الشكل يمتد من الفخذ حتى الكاحل، ويتم ارتداءه بتوجيه من الطبيب لمدة تتراوح بين الشهر وال 6 أسابيع.
تمارين قياسية تحت إشراف الطبيب لتقوية العضلات المُحيطة بالرُكبة.
مع متابعة الطبيب لحالتك يتم تكثيف التمارين الرياضية لعضلات الفخذ/الركبة.

طرق العلاج الجراحية للتمزق الغضروفي للركبة:
يتم إجراء إزالة للجزء التالف من الغضروف المُصاب نتيجة للتمزقات الشديدة مثل التمزق الطولي والمحيطي. ويقوم الطبيب باستئصال أقل جزء يمكن استئصاله.
ولا يكون العلاج الجراحي فقط عبارة عن إزالة للجزء التالف، لكن يقوم الطبيب أيضًا بعمل إصلاح للغضروف التالف في حالات معينة مثل: أن يكون عمر المُصاب أقل من أربعين عامًا، أن يكون التمزق عموديًا، وأن يكون مُحيط التمزق ما بين 1 سم و 4 سم. وفي النهاية فإن الطبيب المُتابع للحالة هو الذي يقوم بتحديد إذا ماكانت تحتاج لإصلاح جزء تالف وخياطة، أم إزالة للجزء التالف.
ومن الطرق المطروحة لعلاج حالات التمزق الغضروفي للركبة هو عمل زراعة للغضروف المفصلي التالف؛ وهي عملية دقيقة جدًا وتتم في نطاق ضيق وفي حالات صعبة ومستعصية على العلاج.

تمارين التمزق الغضروفي للركبة لإعادة تأهيلها:
يسير المُصاب وفق نظام تدريبي يبدأ من الأسبوع الأول وحتى الأسبوع الرابع عشر، تكون نوعية ودرجة صعوبة التمارين مختلفة في كل أسبوع عن الآخر تبعًا لتطورات الحالة الصحية. كما يجب الابتعاد تمامًا عن أي رياضة صعبة تُرهق الركبة بشكل أساسي. ولا يتم العودة لممارستها إلا بعد استشارة الطبيب المختص.

الدكتور احمد عثمان القاسم
استشاري جراحة عظام ومفاصل وتنظير مفاصل الركبة والكتف