الخلع المتكرر لعظمة الصابونة
يؤدي خلع صابونة الرُكبة التي يُسميها البعض “الرضفة” إلى إعاقة حركة الإنسان في ممارساته الحياتية المُعتادة حتى علاجها، كما تتسبب في آلام مُبرحة والأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بهذا الخلع هُم الذين تقع أعمارهم في ما بين العشرين والثلاثين عامًا.
إن التأخر في علاج خلع صابونة الركبة قد يؤدي إلى: صعوبة الحركة، آلام شديدة ومستمرة في الركبة بالإضافة إلى حدوث تشوهات في منطقة الركبة لعدم عودتها إلى موضعها الطبيعي.
دواعي الإصابة بخلع متكرر لصابونة الركبة
ارتخاء أربطة الركبة، وضعفها بالاضافة إلى تغيّر شكل مجرى الركبة نفسها كل هذه من أسباب خلع صابونة الركبة المتكررة.
من الممكن أن تتعرض الصابونة لإصابة مباشرة تؤدي إلى إصابتها بشدة أو حتى كسرها.
كما من الممكن تعرضها للإصابة عند القفز من ارتفاع وارتطام كعب الشخص بالأرض، مما يؤدي لانقباض كبير في عضلات الفخذ الأمامية.
علاج الخلع المتكرر لعظمة الصابونة بالركبة
إن أول خطوة يمكن اتخاذها لعلاج خلع رضفة الركبة هي رد الصابونة إلى مكانها الطبيعي. يليها العمل على تقوية العضلات الرباعية الداعمة للركبة. حيث تستغرق فترة العلاج والتعافي من الإصابة بخلع عظمة الصابونة (3-4) أشهر. الجدير بالذكر أن نسبة 40% من الذين أُصيبوا بخلع في عظمة الصابونة سيصابون بخلع آخر وذلك بسبب اصابتهم بليونة كبيرة في مفاصل الركبة.
وتقوس الساق خارجيًا. وكلما حدث خلع بعظمة الصابونة زادت نسبة احتمالية تكرار الإصابة.
يجب علاج حالات الخلع المتكرر للرضفة بالتدخل الجراحي، حيث أن تكرار الخلع يكون نتيجة الإصابة بخشونة في مفصل الركبة بالاضافة لتلف غضاريفها. ويتم علاجها باستخدام المنظار الذي يستهدف السطح الغضروفي للصابونة والفخذ.
تكمن أهمية صابونة الركبة في أنها توفّر ذراعًا ميكانيكية لعضلات الفخذ، حيث تمتد من أعلى الفخذ وصولًا إلى الساق مرورًا بصابونة الركبة نفسها. وتقع صابونة الركبة تحت الجلد مباشرًة حيث لا تُغلّفها أي عضلة سميكة. وهذا الموضوع هو الذي يجعلها عُرضة للإصابة بين الحين والآخر.
تنقسم كسور صابونة الركبة إلى نوعين:
- كسور بسيطة وكسور مركبة؛ الكسور البسيطة هي التي تنقسم فيها صابونة الركبة إلى قسمين فقط، أما الكسور المُركبة تنقسم فيها الركبة إلى ثلاثة أقسام فأكثر. وتكون الكسور مُغلقة عندما لا تتسبب في حالات تهتّك للجلد الخارجي.
تعتمد طريقة علاج صابونة الركبة على نوع الكسر؛ فقد تكون الإصابة مُغلقة وحينها يمكن استخدام الجبيرة لتثبيت الركبة في مكانها، وهذه من الإصابات الخفيفة. أما إذا كانت الإصابة مفتوحة فيجب أخذ بعض المضادات الحيوية وتطهير الجرح أولًا تمهيدًا للخضوع لعملية جراحية. وقد أوضح أحد الأطباء الخبراء أنه إن كان يوجد مساحة أطول من 2 مللي ميتر بين العظمتين فيجب اللجوء لأدوات جراحية لتثبيته، أما إن كانت الإصابة عبارة عن خيط رفيع فيُمكن الاعتماد في ذلك على الجِبس لعلاجه والتئامه.
تستغرق عملية صابونة الركبة بين الساعة والساعتين، ويتم باستخدام دبابيس،براغي وأسلاك طبية متخصصة في تخدير كُلي أو نصفي، وتُصنّف عمليات علاج خلع صابونة الركبة على أنها عمليات ذات نسبة نجاح مرتفعة. حيث يستطيع المريض الشروع في العلاج الطبيعي في الشهر الثاني أو الثالث للعملية. وبالنسبة إلى المواد الطبية التي تم استخدامها في العملية فيجب إزالتها في وقت يتراوح بين السنة والسنة ونصف. ومن الضروري إزالتهم في الوقت الذي يحدده الطبيب لأن هذه المنطقة سطحية يغطيها الجلد بشكل مباشر.
الجدير بالذكر أن هناك بعض الأشخاص الذين يُعانون من عيوب خُلقية في صابونة الركبة مما يؤدي إلى إصابتها بالخلع المتكرر، وهؤلاء عليهم باللجوء إلى الطبيب الذي يحدد إمكانية التدخل الجراحي في حالتهم. أو التعايش مع هذه الإصابة.
الدكتور أحمد عثمان القاسم
استشاري جراحة عظام ومفاصل وتنظير مفاصل الركبة والكتف