تمزق الرباط الصليبي الأمامي
تمزق الرباط الصليبي الأمامي هو إصابة شائعة في الركبة يتعرض لها الرياضيون وغير الرياضيين على حد سواء. الرباط الصليبي الأمامي (ACL) هو أحد الأربطة الأربعة الرئيسية التي تربط الفخذ بعظمة الساق وتوفر استقراراً للركبة.
ما هي الإصابة الأكثر شيوعاً بين الرياضيين وكيفية التعامل معها؟
تُعد إصابة الرباط الصليبي الأمامي من الإصابات الأكثر شيوعاً بين الرياضيين الذين تتميز رياضتهم بالتوقف المفاجئ أو القفز أو الهبوط، مثل كرة القدم وكرة السلة والتزلج. والرباط الصليبي هو أحد الأنسجة القومي تربط عظمة الفخذ بعظمة الساق.
فإذا حدثت الإصابة يسمع المصاب صوت فرقعة قوية، ويحدث تورماً في الركبة وعدم القدرة على تحمل الأوزان.
أعراض التمزق الصليبي
- الإحساس بصوت فرقعة في الركبة.
- ألم شديد يعيق الحركة والنشاط.
- تورم سريع في الركبة.
- فقدان نطاق الحركة.
- عدم الاتزان عند محاولة تحمل الوزن.
- صعوبة عند وضع الركبة في وضعية مستقيمة.
عوامل الخطر
إن النساء هم الأكثر تعرضاً للإصابة بتمزق الرباط الصليبي الأمامي، ويرجع ذلك إلى قوة العضلات، والتأثيرات الهرمونية، والطبيعة التشريحية لجسم الأنثى.
ارتداء أحذية لا تناسب مقاس القدم
بعض الرياضات هي الأكثر عرضة لهذه الإصابة مثل كرة القدم، وكرة السلة، والجمباز، والتزلج على المنحدرات.
القيام بحركات خاطئة مثل تحريك الركبتين للداخل أثناء القرفصاء.
اللعب على ملاعب العشب الصناعي.
التعرض لإصابة سابقة قد يزيد من فرصة الإصابة.
السن: إن اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين 15-25 سنة هم الأكثر عرضة للإصابة.
ما هي أسباب الإصابة بتمزق الرباط الصليبي الأمامي؟
يُعد الرباط الصليبي هو أحد الرباطين المسؤولين عن تثبيت الركبة أثناء الحركة، لذلك تحدث الإصابة في حالة ممارسة الرياضة وأنشطة اللياقة البدنية التي تسبب الإجهاد للركبة. وهناك أسباب عدة لهذه الإصابة تشمل التالي:
- التوقف المفاجيء.
- الإصابة بضربة قوية في الركبة أو اصطدامها، ومثال على ذلك العرقلة التي تحدث للاعبي كرة القدم.
- الهبوط بشكل غير صحيح بعد القفز.
- التباطؤ المفاجئ عند تغيير الاتجاه أو عند التوقف.
- الاستدارة مع تثبيت القدمين على الأرض بإحكام.
الوقاية
دائماً ما تكون الوقاية خير من العلاج، لذلك يوجد في كل فرق الألعاب والرياضيين فريق طبي كامل لتقديم الدعم ومساعدة اللاعبين في التأهيل البدني، وتعتمد برامج الحد من الإصابة بالرباط الصليبي على الآتي:
- تمارين تقوية العضلات الرئيسية: بما في ذلك عضلات الوركين والحوض وأسفل البطن.
- التدريب على تحسين الأسلوب المتبع عند تغير الحركة.
- التمارين التي تعمل على تقوية عضلات الساق.
- الحرص على إرتداء أحذية ووسائد مناسبة التي تمارسها.
- يجب على المتزلجين التأكد من ربط الزلاجات بشكل صحيح بمساعدة أحد المختصين.
التشخيص
يعمل الطبيب على الفحص البدني في البداية، والذي يشمل فحص الركبة المصابة من وجود تورم أو ألم، ومقارنتها بالركبة السليمة. يلجأ الطبيب لتحريك ركبتك في أوضاع مختلفة لتقييم حالة المفصل ونطاق حركته ووظائفه العامة.
ومن ثم يتجه الطبيب المعالج إلى وسائل أخرى لتحديد مدى شدة الإصابة، وتشمل هذه الإختبارات:
الأشعة السينية: فهي لا تستخدم في حالة إصابة الأنسجة الرخوة مثل الأوتار والأربطة ولكنها تستخدم للتأكد من عدم وجود كسر في العظام.
التصوير بالرنين المغناطيسي: تُعطي أشعة الرنين تصويراً مفصلاً لكل من الأنسجة الرخوة والصلبة داخل جسمك، لذلك فهي تُظهر حجم إصابة الرباط الصليبي الأمامي وعلامات التلف في الأنسجة الأخرى بما في ذلك الغضروف.
الأشعة بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند): تُعطي صورة كاملة للهياكل الداخلية، وتُستخدم للتحقق من وجود إصابات في أربطة وأوتار وعضلات الركبة.
علاج التمزق الصليبي الأمامي
إذا كانت الإصابة حديثة (خلال ساعات) فإن الفريق الطبي يضع كمادات الثلج على الركبة مع رفعها، وإعطاء المريض أدوية مسكنة مع التوصية بالراحة التامة ووضع رباط ضاغط خفيف، واستخدام عكاز للحركة في الأيام الأولى.
إذا كان الإصابة بقطع جزئي فقط من الرباط الصليبي فهذا يزيد من فرصة التعافي دون تدخل جراحي، ولكن تستمر فترة التأهيل لمدة لا تقل عن 3 شهور، كما أن هذا لا يمنع أن العض الآخر يحتاج إلى تدخل جراحي بعد استنفاد جميع المحاولات.
العلاج التحفظي
يتضمن العلاج التحفظي مجموعة من الإجراءات الطبية والتدابير الوقائية التي تهدف إلى الحفاظ على صحة وسلامة الركبة. ومن بين هذه الإجراءات، يمكن ذكر الكمادات ومضادات الالتهاب والتمارين الرياضية والدعامات والجبائر الطبية الخاصة بالركبة، بالإضافة إلى إعادة التأهيل التي تستغرق عدة أسابيع وتتضمن أداء التمارين تحت إشراف طبيب العلاج الطبيعي أو في المنزل. يمكن أيضًا استخدام دعامة وعكازات لبعض الوقت لتجنب تحميل الوزن على الركبة.
وتهدف إعادة التأهيل إلى تخفيف الألم والتورم، وتعزيز نطاق الحركة الكامل للركبة، وتقوية عضلات الفخذ. يعد هذا المسار من العلاج الطبيعي فعالًا في علاج إصابة الرباط التصالبي الأمامي بنجاح للأفراد غير النشطين نسبيًا، أو الأشخاص الذين يمارسون رياضات معتدلة مثل المشي، أو يقومون بممارسة رياضات تضغط بشكل أقل على الركبتين، مثل السباحة.
العلاج الجراحي
يلجأ الأطباء في حالة علاج التمزق الصليبي الأمامي إذا كان المريض مصاباً بقطع كلي في الرباط أو استخدم كل الطرق المتاحة في حلة القطع الجزئي دون فائدة.
ويعتمد العلاج الجراحي على عدة عوامل منها:
سن المريض: عادة ما كانت جراحة إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي تتم للمرضى المصابين من سن المراهقة وحتى الثلاثينات من عمرهم. ولكن الأبحاث الحديثة أكدت أن مدى نشاط المريض ومواظبته على الرياضة، هو عامل أهم من عامل السن في تحديد المرضى المستفيدين من جراحة الرباط الصليبي الأمامي حتى إذا كان المريض عمره ستون عاما.
- شدة إصابة الرباط الصليبي الأمامي (قطع جزئي أو كلي).
- مدى ثبات الركبة.
- مستوى نشاط المريض.
- احتياجات المريض الحركية.
- وجود إصابات مصاحبة بالركبة.
الدكتور احمد عثمان القاسم
استشاري جراحة عظام ومفاصل وتنظير مفاصل الركبة والكتف